روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | أكره زوجة أخي فكيف أعالج قلبي من هذا الشعور؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > أكره زوجة أخي فكيف أعالج قلبي من هذا الشعور؟


  أكره زوجة أخي فكيف أعالج قلبي من هذا الشعور؟
     عدد مرات المشاهدة: 2193        عدد مرات الإرسال: 0

¤ نص الإستشارة:

أنا فتاة متدينة، ولكن في الواقع أنا في أزمة وهي عدم سلامة قلبي، وأنا لأول مرة أكره شخصًا، وهي زوجة أخي.. أعلم أنه مهما يكن لا يوجد مبرر لأن أكرهها، ولكن ربما ظروف الزواج وكيف حدث هو الذي أوجد هذا الشعور، تعرف عليها أخي ولا نعرف كيف، فهي من دولة أخرى، في بداية الأمر لم يكن الوالد والوالدة موافقين على الزواج، ولكن مع إصرار أخي وافقا، المهم الآن كيف أتقبلها وأحترم إختيار أخي لها؟ لم أصارح أحدًا بإحساسي هذا، ولكن أقسم بالله بأني تعبانة، وفي كل مرة أراها يزيد كرهي لها.. دائمًا أذكر الله وأدعو لها وأدعو لنفسي بسلامة قلبي وخلوه من الحقد والكراهية والحسد.. فكيف أعالج قلبي من هذا الشعور؟ أرشدوني مأجورين..

* الــــــرد:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فإن الإسلام يقوم على دعامتين أساسيتين لا تغني إحداهما عن الأخرى، وهما: علاقة المسلم بربه، وعلاقته بالمجتمع من حوله، ويطلق على الأولى: الإيمان بالله، والثانية: الأخلاق والسلوك.

والدعامتان لا تنفصلان والعلاقة بينهما علاقة طردية، فالإيمان بالله تعالى دافع للمسلم لتوطيد علاقته بالمجتمع، فالصلاة مثلا تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصيام تدريب للنفس على التحلي بأخلاق الإسلام الفاضلة، والزكاة تنمي روح الأخوة والترابط بين أفراد المجتمع، والحج من آدابه أن يخلو من الرفث والفسوق والجدال، والرسول الكريم وضع حقوقا عامة للمسلم على أخيه المسلم، وهكذا يحرص الإسلام على تقوية روح الأخوة وأواصر المحبة بين أفراد المجتمع جميعا ليكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.

إذا كان الإسلام يوصينا بهذا مع الأخوة العامة التي تشمل كافة المسلمين، فإنه يؤكد على هذه العلاقة أكثر وأكثر إذا تعلق الأمر بأولي القربى، فها هو القرآن يحذر من قطيعة الرحم فيقول: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ*أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}.

ولقد شدد الإسلام في الترغيب في صلة الأرحام ترغيبا دينيا ودنيويا، فالرسول صلى الله عليه وسلم جعل من دلائل الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر صلة الرحم، وأخبرنا أن صلة الرحم سبب لصلة الله تعالى وإكرامه للعبد، فقال صلى الله عليه وسلم: «الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله»، وجعل صلة الرحم سببا في البركة في الرزق والعمر، فقال صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه».

أحببت أختي أن أبدأ معك بهذه الجولة السريعة على موقف الإسلام من تحقيق روح الأخوة والترابط بين المسلمين، حتى تطمئني وتثقي في أن طريق التسامح والمودة الذي لابد أن تسيري عليه تجاه أخيك وزوجته هو الطريق الصحيح الذي يتماشى وروح الإسلام في بناء مجتمع قوي البنيان متماسك الأركان.

وإذا تذكرنا ما أعده الله للذين يصلون الرحم من ثواب دنيوي وأخروي عظيم، فنجد أن مقابل هذا الأجر عملا عظيما ومجاهدة كبيرة للنفس قام بها المسلم الواصل لرحمه فإستحق به هذا الأجر.

وبشيء من الوضوح نقول: معنى الوصل أن هناك شيئا ما قد إنقطع، وقام الشخص بإصلاح هذا القطع بوصله، إذن فالعلاقات العادية بين ذوي القربى لا تعد صلة رحم، ولكن صلة الرحم تعني أن هناك شيئا ما قد قطع هذه العلاقة وقام الإنسان بوصلها، وهذا ما عبر عنه الحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها».

وحتى تؤتي جهودك ثمارها، وتحاولي التقرب من زوجة أخيك أنصحك ببعض الأمور التي أسأل الله أن تكون سببا في إصلاح ما في نفسك:

1= ضعي دائما نصب عينيك ثواب صلة الرحم الدنيوي والأخروي.

2= قدمي حسن الظن دائما، والتمسي الأعذار فيما يبلغك عن الآخرين، ولا تعطي للشيطان فرصة لتغيير قلبك تجاه أحد، وإعلمي أن حسن الظن من الإيمان، فإذا بلغك عن أحد قول سوء فيك فحاولي إيجاد مخرج حسن له، فذلك أدعى لصفاء القلوب وسلامة الصدور.

3= ضعي في إعتبارك وأنت تتعاملين مع الآخرين أنه لا يوجد مخلوق مبرأ من العيوب، فقديما قيل: من طلب صديقا بلا عيب بقي بلا أصدقاء، وإعلمي أنك كما ترين عيوبا في الآخرين، فإن فيك عيوبا يراها الآخرون، ولا ترينها أنت.

اعلمي يا أختي الكريمة: أن سلامة الصدر هي أقصر الطرق إلى الجنة وأقلها تكلفة، وكرري مع نفسك قول الله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}.

أسأل الله أن يطهر قلوبنا من الحقد والغل، وأن يجعلنا إخوانا متحابين فيه، وأن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله...

المصدر: موقع رسالة الإسلام.